اعتدت أن أخاطب رأس الدولة رئيس الجمهورية بلقب فخامة الرئيس، ولكننى سأخالف ما اعتدت ودرجت عليه وما تعلمته خلال سنوات عملى فى الحقل الدبلوماسى كمستشار إعلامى، فنحن نعيش خير أيام العام، وماهى إلا ساعات ويجتمع ضيوف الرحمن على صعيد عرفات الطاهر.
فى الحج تختفى الألقاب وتختفى المناصب وتختفى الفوارق بين الأغنياء والفقراء والمثقفين والبسطاء، فالكل سواء بملابس الإحرام التى تذكر الانسان بأنه يوما سيجرد من مناصبه وسلطاته وأهله ومحبيه وملابسه وسيكفن بقطعة قماش أقرب ما تكون لملابس الاحرام.. ويصبح النداء المفضل والمحبب للجميع والذى يطوي المسافات والفوارق هو: يا حاج، ولذلك سأسمح لنفسى بأن أخاطب فخامة رئيس الجمهورية بالحاج عبدالفتاح السيسى.
ياحاج تقبل الله منك، وبمشيئة الله حج مبرور وذنب مغفور وعودة سالمة غانمة إلى أرض الوطن، ياحاج عبدالفتاح لا تنسنا فى دعائك وأنت تقف على صعيد عرفات الطاهر، ثم وأنت فى مزدلفة، وأنت تؤدي طواف الافاضة.. ادع الله أن يمن على مصر والمصريين بالأمان والاستقرار والازدهار، وأن تتبوأ المكانة التى تستحقها والتى تليق بتاريخها وحضارتها وموقعها ودورها.
يا حاج عبدالفتاح، أرجوك ألحح فى الدعاء إلى الله أن يوفقك للمضى بخطوات جادة وسريعة للوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية، تعلى من سيادة القانون والمواطنة وحقوق الانسان.. يا حاج عبدالفتاح لا تنس أهلنا فى غزة والقدس فى دعائك .. ادع الله أن يمدهم بمدد من عنده ويثبتهم، ويوقف حرب الإبادة ضدهم.
معذرة ياحاج عبدالفتاح السيسى إن كنت قد أثقلت عليك، ولكن أرجوك بأسلوبك الراقى والرقيق اهمس فى اذن إخوانك قادة السعودية بأن يتساهلوا هذا العام مع الحجاج غير النظاميين المصريين وغير المصريين، وأن يسمحوا لهم بالوقوف فى عرفات، فالحج عرفة.
يا حاج عبد الفتاح السيسى، وأنت بملابس الإحرام تعهد أمام الله بأن تبذل قصاري جهدك لإسعاد شعبك خاصة رقيقى الحال منهم.. عاهد الله أن تضع الرجل المناسب فى المكان المناسب.. وعاهد الله أن تقرب منك من يقول لك الحقيقة مهما كانت، لا من يقول لك ما يعتقد أنك تحب أن تسمعه.
وترجع بالسلامة ياحاج فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى وفى أمان الله وحفظه.
----------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
